يقول صاحب الحكابة : ـــ
بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب الناس .......... أفعل المظالم .. لا توجد معصية إلا وارتكبتها .. شديد الفجورتحاشاني الناس من معصيتي.
وفي يوم من الأيام .. إشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا .. وكلما كبرت فاطمة زاد الإيمان في قلبي وقلت المعصية فيه .. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر ... فاقتربت مني فأزاحته وهي لم تكمل السنتين .. وكأن الله يجعلها تفعل .
فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار
يقول صاحب الحكاية : ـــ
فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤية) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شدة الخوف فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .....
فقلت له : ـــ
آه ، أنقذني من هذا الثعبان.
فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحية لعلك تنجو فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت ، أأهرب من الثعبان لأسقط في النار . فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب مني . فعدت للرجل الضعيف وقلت له : بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي، وقال : أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو. فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال كلهم يصرخون : يا فاطمه أدركي أباك أدركي أباك.
يقول صاحب الحكاية : ـــ
فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى ........ ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شدة الخوف . ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا.
وقالت لي يا أبت ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ).
يقول صاحب الحكاية : ـــ
يا بنيتي .... أخبريني عن هذا الثعبان.
يقول صاحب الحكاية : ـــ
قالت هذا عملك السيئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟
يقول صاحب الحكاية : ـــ
فسألت فاطمة ومن يكون ذلك الرجل الضعيف. قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك ولا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك أنجبتني ولولا أني مت صغيره ما كان هناك شئ ينفعك.
يقول صاحب الحكاية : ـــ
فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ : قد آن يارب.. قد آن يارب. نعم (ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)
يقول صاحب الحكاية : ـــ
واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبة والعودة إلى الله فدخلت المسجد فإذا بالإمام يقرأ نفس الآية : ـــ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله.
هذه حكاية مالك بن دينار من أئمة التابعين.
وهو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طوال الليل ........ ويقول إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنة من ساكن النار، فأي الرجلين أنا.
اللهم اجعلني من سكان الجنة ولا تجعلني من سكان النار .
وتاب مالك بن دينار واشتهر عنه أنه كان يقف كل يوم عند باب المسجد ينادي ويقول: ـــ
أيها العبد العاصي عد إلى مولاك .. أيها العبد الغافل عد إلى مولاك . أيها العبد الهارب عد إلى مولاك .. مولاك يناديك بالليل والنهار يقول لك من تقرب مني شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة.
أسألك تبارك وتعالى أن ترزقنا التوبة النصوحة وأن تقبل جميع أعمالها خالصة لوجهك الكريم.
لا إله إلا أنت سبحانك .. إني كنت من الظالمين.
لأن يهدي الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم
منقووول