تربيةالأولاد:
تربية الأولاد شاقة ؛ فهم يحتاجون الى صبر وسياسة،
و من ذلك أن بعض الأطفال يحتاج الى معاملة برفق و لين ،
و لا يحب رفع الصوت عليه ، و لو عُمِل معه بضد هذا لتعنت .
و بعضالأطفال يحتاج إلى من يشد عليه، و لكن هذه الشدة لا تكون زيادة على العرف، فإن زادتعلى ذلك ، حملت الولد على التعنت و عدم الإصغاء إلى توجيه أبويه.
فنسأل الله أن يرزقنا حسن الرعاية، و المسؤولية عظيمة في عنق الأبوين ، قال تعالى
ياَ أيٌّها الَّذيِن آمَنُوا قُوا أنفُسَكُمْ وَ أَهْليِكُم ناََراً) (التحريم:6).
و في"الصحيحين" من حديث عبد الله بن عمر ، قال رسول الله صلىالله عليه وعلى آله و سلم:<<كلكم راع و كلكم مسؤول، فالإمام راع و هو مسؤول، و الرجل راع على أهله و هو مسؤول، و المرأةراعية في بيت زوجها و هي مسؤولة ، و العبد راع في مال سيده و هو مسؤول ألا فكلكم راع و كلكم مسؤول>>.
وهذا الحديث هو من جوامع كلمه صلى الله عليه وعلى آله وسلم،فما من أحد مكلف إلا وعليه مسؤولية، وفي"الصحيحين"من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :"ما من عبد استرعاه الله رعيّة فلم يَحُطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة".
ولا بد من تعاون الأبوين في تربية أولادهما، و لو أهمل واحدٌ منهما ما عليه منالمسئولية، لبقي جانبه فيه نقصاً إلا ما شاء الله.
ويُعَلَّمالطفل حسب مرتبته و فهمه، و إليك شيئاً من ذلك :
فمثلا في المرحلة الأولى :
1- يُلقَّن الطفل الله، مع الإشارة بالإصبع إلى السماء.
2- إذا أعطيته طعاما إما كسرة خبز أو نحوها، تناوليه في يده اليمنى.
3- إذا كان طعاما حارا، فلا تنفخي فيه،فإن النبي صلى الله عليه و على آله و سلم نهى عن التنفس في الإناء. و لو رأى الطفل من يفعل ذلك ، لو جدتيه سرعان ما يطبق ذلك .
وهكذا جميع الأشياء، و هذا كله مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم :"مامن مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ".
و في "صحيح مسلم" منحديث عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله و سلم :" إني خلقت عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين".
والشاعر يقول:
ينشأ ناشئ الفتيان فينا°°°على ما كان عوّده أبوه
4- إذا كان ابن سنة و نصف أو نحو ذلك وأراد أن يأكل أو يشرب لقنيه ،أن يقول : بسم الله، و بعد ذلك سيعتاد ذلك و سيقول من نفسه : بسم الله.
5- و متى وجدتيه أهلا لأن يعقل أركان الإسلام ، و الإيمان، وركن الإحسان فعلميه.
ولا أحدد تعلميه بالسنين؛ لأن فصاحة الأطفال و ذكاءهم يتفاوت.
و أركان الاسلام هي:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى اللهعليه وعلى آله و سلم:"بني الاسلام على خمس : شهادة ان لا اله الاالله و أن محمدّا رسول الله ، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة،والحجّ، و صوم رمضان".متفقعليه.
و أركان الإيمان هي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم :"الإيمان : أن تؤمن بالله ، و ملائكته، و كتبه، و رسله،ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر". متفق عليه وانفرد به مسلم من حديث عمر بن الخطاب.
وركن الإحسان هو:
"أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
وسبق تخريجه في الحديث الذي قبله.
6-علميه أحكام الوضوء.
7- إذا أكل من إناء فقولي له يأكل من الذي يليه؛ ففي "الصحيحين " من حديث عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وكانت يدي تطيش في الصّحفة فقال لي النبي صلى الله عليه و على آله و سلم :" ياغلام، سمِّ الله ، وكل بيمينك، وكل مما يليك".
8- عوديه على الخير، فإذا كان ابن سبع سنوات، فدربيه على الصلاة .
* قال أبو داود- رحمه الله - {1 رقم495}: "حدثنا مؤمل بن هشام -يعني اليشكريّ- حدّثنا إسماعيل، عن سوّارٍ أبي حمزة- قال أبو داود : وهو سوّاربن داود أبو حمزة المزنيّ ُ الصَّيرفيُّ-، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين ،وفرقوا بينهم في المضاجع".
-والحديث اسناده حسن-
و مؤمل بن هشام : ثقة، و إسماعيل : هو ابن عُلَيَّةَ :مشهور. و سوار : صدوق له أوهام، كما في <<التقريب>>، فحديثه صالح للحجية ما لم يكن من أخطائه ، و بقية رجاله معروفون.
و للحديث طريق أخرى من حديث سبرة في أبي داودبرقم(494).
9-التفرقة بين الاطفال في المضاجع إذا كانوا أبناء عشر، و قد سبق الحديث الذي يدل ذلك.
10-دربيه على الصوم، إذا كان لا يضعفه من أجل إذا كبر يكون متدربا على ذلك.
* و قد بوَّب البخاري في <صحيحه> (200/4) باب صوم الصبيان : "حدثنا ّمسدّدٌ، حدثنا بشر بن المفضَّل، عن خالد بن ذكوان ، عن الرُّبيع بنت معوِّذٍ قالت :
أرسل النبيُّ صلى الله عليه و على آله و سلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار:"من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، و من أصبح صائما فليصم"
قالت :فكنا نصومه بعد، و نصوِّم صبياننا، و نجعل لهم اللعبة من العِهن°، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عندالإفطار
يتبع بإذن الله تعالى