خلق اليوم هو صبر الرسول "صلى الله عليه وسلم"
الصبر هو خلق الأنبياء والرسل حيث يقول الله تعالى وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ } سورة الأنعام
والمتصفح لحياة الرسول "صلى الله عليه وسلم " يجد فيها من الصبر والأحتساب الكنير الكثير بل هي كلها صبر
ولنبدأ من أول يوم للبعثة حين ذهبت به خديجة رضي الله عنها إلى ورقة بن نوفل ، فقال له ورقة : يا ليتني كنت حياً إذ يخرجك قومك ، فقال له عليه الصلاة والسلام : ( أو مخرجي هم ؟ ) ، قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي
أيضا من الأمور التي صبر فيها الرسول "صلى الله عليه وسلم " الأذى الجسدي من قومه وأهله وعشيرته ومن ذلك ما جاء عند البخاري أن عروة بن الزبير سأل عبد الله بن عمرو بن العاص عن أشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : بينا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة ، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط ، فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا ، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبه ، ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟ .
لعل الأذى النفسي أشد ألماً من الجسدي المتمثّل في ردّ دعوته وتكذيبه ، واتهامه بأنه كاهن وشاعر ومجنون وساحر ، والادعاء أن ما أتى به من آيات ما هي إلا أساطير الأولين لكنه صبر "صلى الله عليه وسلم"
ويبلغ الأذى قمته فيُحاصر صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات في شعب أبي طالب ، وتهجم عليه الأحزان المتوالية ، فيفقد زوجته خديجة التي كانت خير ناصر ومعين بعد الله عز وجل ، ثم يفاجأ بموت عمه الذي كان يحوطه ويدافع عنه ، ويضاعف حزنه أنه مات على الكفر ، ثم يخرج من بلده مهاجراً بعد عدة محاولات لقتله واغتياله ، وفي المدينة يبدأ عهداً جديدا ًمن الصبر والتضحية ، ، وحياة فيها الكثير من الجهد والشدة ، حتى جاع وافتقر ، وربط على بطنه الحجر .
وأما غزواته "صلى الله عليه وسلم" التي كان يخوضها مع أصحابه "رضوان الله عليهم" فكلها صبر وشجاعة التي بلغت 100 غزوة وسرية.
ومن الأمور التي صبر فيها والتي لا يصبر فيها إلا القليل فلقد اتهم في عرضه وما كان منه إلا الصبر "صلوات الله عليه "
أيضا صبر على موت أبناءه فكان له من الأبناء سبعة ماتوا واحداً بعد الآخر حتى لم يبقى إلا فاطمة "رضوان الله عليها" فصبر صبراً جميلاً ، حتى إنه قال يوم موت ولده إبراهيم قوله: ( إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) (رواه البخاري
ولم يكن صبر النبي صلى الله عليه وسلم مقتصراً على الأذى والابتلاء ، بل شمل صبره على طاعة الله سبحانه وتعالى حيث أمره ربّه بذلك في قوله : { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل } ( الأحقاف : 35 ) ، وقوله : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ( طه : 132 ) ، فكان يجتهد في العبادة والطاعة حتى تتفطّر قدماه من طول القيام ، ويكثر من الصيام والذكر وغيرها من العبادات ، وكان شعاره في ذلك : أفلا أكون عبدا شكورا ؟
لقد كانت وقائع سيرته صلى الله عليه وسلم مدرسة للصابرين ، يستلهمون منها حلاوة الصبر ، وبرد اليقين ، ولذة الابتلاء في سبيل الله تعالى .
[img]
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/post-43249-1213465332.gif[/img