اسباب وعلاج تاخر الانجاب

تأخر الانجاب أسبابه وعلاجه

مقدمة:

تعريف: تأخرالإنجاب هو عدم حصول حمل بعد فترة سنة كاملة من الجماع غير المحمي,50% من الأزواج في الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرين على الإنجاب .

التشخيص: أسباب عدم الانجاب تتضمن وجود تشوهات في أي جزء من الاعضاء الجنسية عند الذكر أو الانثى, كما تنتج عن وجود سبب رئيسي يصيب أحد الزوجين.

وأسباب العقم المبهم عندما لايكون هناك سبب واضح لذلك يشكل 20% من حالات العقم عند الأزواج ومن الاسباب المعروفة حالياً مايلي:

1- العوامل الذكرية : وتشكل 40% من الأسباب عند الأزواج .

2- سوء وظيفة المبيضين : وتشكل 25% من الأسباب عند الزوجين .

3- الأساب المرضية المتعلقة بأنبوب فالوب أو الحوضية : وتشكل 35% من الاسباب عند الزوجين .

4- المشاكل غير الاعتيادية : وتشكل 5% من الأسباب عند الزوجين .

الأسباب المرضية :

1- العوامل الذكرية : تشكل إصابة الذكر بدوالي الخصية سبباً شائعاً جداً من أسباب تأخر الإنجاب ، والأسباب الأخرى تتضمن : قلة النطاف أو انعدامها وأيضاً اضطرابات وظيفة النطاف أو حركتها والتشوهات الشكلية لها , أما العقم الناجم عن وجود أضداد مضادة للنطاف فهو ممكن ولكنه نادر الحدوث.

2- سوء وظيفة المبيضين : يمكن تقسيم أسباب عدم قيام المبيض بوظيفته إلى أربع مجموعات رئيسية :

أ - عدم الإباضة لأسباب وطائية دماغية " الرضوض النفسية , القهم العصابي والأمراض النفسية الكاذبة , العوامل الدوائية , التشوهات التشريحية أو العيوب الخلقية " .

ب - عدم الإباضة لأسباب تتعلق بالغدة النخامية " أورام الغدة النخامية أو نقص تروية الغدة النخامية " .

ج - عدم الإباضة لأسباب تتعلق بالمبيضين " عدم تصنع المبيضين , فشل تطور المبيضين , أو أورام المبيضين " .

د - عدم الإباضة المرتبطة بمتلازمات سريرية " متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو اضرابات وزنية غير المرتبطة بعوامل نفسية ".

3- الأسباب المرضية المرتبطة بأنابيب فالوب وأمراض الحوض : قد يكون عدم الإنجاب مرتبطا ًبتلف وأذية أنبوبية ولاسيما اضطرابات الأهداب الأنبوبية . انسدادات اأنابيب قد تنجم عن التهابات حادة فيها أو تنجم عن أسباب التهابية دورية مبهمة . الاضطرابات التشريحية في بنية الأهداب الأنبوبية قد تنجم عن مرض الإندومتريوز .الالتهابات المزمنة المترافقة مع الإندومتريوز تؤدي لأذيات أنبوبية وتشوهات زظيفية نتيجة المفرزات الالتهابية السمعية .

4- المشاكل غير الاعتيادية : التبدلات المرضية لمخاطية عنق الرحم والتي تحدث في وقت الإباضة تؤثر على طبيعة المخاط فإما أن تكون الكمية غير كافية أو أن تكون غير جيدة . والأسباب المؤدية لذلك ترتبط بالتهابات عنق الرحم أو إجراء جراحة لعنق الرحم سابقاً أو استخدام التخثير " الكوتري أو الكي " والمعالجة الدوائية بالكلوميفين .

التشخيص : على الطبيب لأن يرتب اجتماعاً مبكراً مع كلا الزوجين قبل البدء بمراحل التشخيص وهذا يساعد كثيراً في الكشف عن الوظيفة الإنجابية والاختيار المناسب للوسائل المخبرية التشخيصية .

أ = العلامات والأعراض : قد يكون سبب عدم الإنجاب عيباً واحداً أو أكثر في الجهاز التناسلي وذلك بحاجة إلى تقييم تشخيصي مناسب وفقاً للمقاربة الدراسية التقييمية لكلا الزوجين بالاعتماد على القصة المرضية والفحص الفيزيائي .

ب = التشخيص المخبري : بالإضافة للاعتماد على القصة المرضية والفحص الفيزيائي علينا إجراء فحص تقييمي لكلا الزوجين وذلك بالقيام بمجموعة من الفحوص المخبرية الروتينية وإجراء الدراسات الدقيقة لتحري كل عامل من عوامل الإنجاب والذي من الممكن أن يكون سبباً في تأخره .

هذه الإجراءات التشخيصية يجب إتمامها لكلا الزوجين في فترة زمنية لاتتعدى 6-12 شهراً , وهذا كله يمكن إجراؤه بالاعتماد على طبيب الرعاية الصحية الأولية.

1- العوامل الذكرية : إن وجود نقص في عدد النطاف لأكثر من تحليلين للسائل المنوي يدفعنا للمزيد من الاستقصاءات , التقييم الأساسي يعتمد على المستويات الدموية للهرمون المنبه لنمو الجريبات FSH ، والتيستوستيرون.

إذا كانت سويات التيستوستيرون منخفضة فإن الأسباب المتعلقة بالغدة النخامية يجب تقييمها بالنظر لمستوى الهرمون الملوتن LH وهرمون البرولاكتين . قد نحتاج لإجراء خزعة من الخصية إذا اكتشفنا عدم وجود نطاف في السائل المنوي.

2- العوامل المتعلقة بأنابيب فالوب : يجب دراسة وظيفة الأنابيب بالاعتماد على مطاوعتها , وإذا كان التاريخ المرضي والفحص الفيزيائي لا يظهر أي دليل على وجود أذية في الأنابيب فيجب الاستمرار ببقية الفحوص التقيييمية أو أن نلجأ إلى تنظير البطن " وخاصة إذا كان هناك موجبات أخرى لضرورة إجراء التنظير مثل : احتمال الإصابة بالاندومتريوز".

3- سوء وظيفة المبيضين : عدم حدوث الإباضة أو الدورات غير الإباضية يمكن تشخيصها من القصة المرضية " عدم انتظام الطمث "ونموذج درجة حرارة الجسم الأساسية غير الاعتيادية " ليست بذات طورين ", وانخفاض سويات البروجسترون المصلية أو الاعتماد على خزعة بطانة الرحم.

4- العوامل المرتبطة بمخاط عنق الرحم : عند ملاحظة أعداد كافية من كريات الدم البيضاء في عينة مخاط العنق في الزمن المتوقع لحدوث الإباضة "مثل : فحص الإباضة" يجب التحري عن السلالات الجرثومية المرضية المرتبطة بالتهاب عنق الرحم .

العلاج : بشكل عام يجب عدم البدء بالعلاج حتى يكتمل التقييم التشخيصي , يجب علاج الزوجين معاً ويجب مراعاة الناحية النفسية والراحة للطرفين معاً.

أ- العوامل الذكرية : إن استخدام الصادات الحيوية النوعية ضروري لعلاج الأخماج مثل التهابات البروستات والتهابات البربخ ويجب استشارة اختصاصي أمراض المجاري البولية لإتمام التقييم التشخيصي ومراقبة التطور في تحسن الحالة المرضية ودرجة الاستجابة للعلاج .

ب- سوء وظيفة المبيضين : إذا تم تشخيص عدم الإباضة يجب البدء باستخدام علاج الكلوميفين .

العلاج بالكلوميفين: يجب تقييم المريضة وتجنب إصابتها بالغالاكتوريا " اضطراب طرح الغالاكتوز" مع دراسة مستوى البرولاكتين المصلي عندئذ نبدأ العلاج بدون مشاكل, الإصابة بعدم الإباضة المزمن وعند وجود تأخر الإنجاب غير المفسر فإن استخدام الكلوميفين يعتبر الاختيار الأمثل , إن المرضى المصابين بعدم الإباضة لأسباب أخرى غالبا ًيستجيبون للعلاجات النوعية وذلك باللجوء للجراحة عند الإصابة بأورام الغدة النخامية , بالنسبة للعلاج بالكلوميفين فإن جرعة البدء بالعلاج 50 ملغ يومياً وذلك في الأيام من الخامس وحتى التاسع من أيام الدورة الطمثية ويمكن زيادة الجرعة بمقدار 50 ملغ يوميا ًفي الدورات الطمثية الثانية والثالثة, ومن أشيع التأثيرات الجانبية للعلاج :

أ- التوهج الوجهي الوعائي " احمرار الوجه " بنسبة 10% .

ب- عدم الارتياح البطني والحوضي بنسبة 5.5% .

ج- الغثيان بنسبة 2.2% .

د- احتقان في الثديين بنسبة 2% .

النتائج المتوقعة : يجب أن تحدث الإباضة في الأيام من 5 إلى 10 بعد انتهاء الكورس العلاجي ويمكن التأكد من الإباضة بقياس درجة حرارة الجسم الأساسية ذات الطورين وارتفاع مستوى بروجسترون المصل في اليوم 21من الدورة , إذا لم تحدث الإباضة بالرغم من استخدام الكلوميفين على ثلاث دورات طمثية فإن استشارة اختصاصي أمراض الغدد الصم الخاصة بالجهاز التناسلي ضرورية جداً للحصول على النتائج المرضية في تنشيط الإباضة .

ج- العوامل المرضية المرتبطة بأنابيب فالوب والأمراض الحوضية : إن انسداد الأنابيب أو إصابتها بالتشوه تدفعنا للجوء للتصحيح الجراحي . إن علاج الاندومتيريوز عند النساء الراغبات بالإنجاب تعتمد على توضع الاندومتيريوز ودرجة إمراضيته للجهاز التناسلي , التدابير الجراحية قد تحسن من فرص الإنجاب وذلك بإزالة الاندخالات الاندوميتريوزية وإزالة الانتشارات المرضية , إن اللجوء للعلاج الجراحي عبر تنظير البطن لإزالة هذه الاندخالات نلجأ لها في الحالات المرضية ذات الدرجة البسيطة فقط .

إن إصابة المرضى بعوامل مرضية خطيرة في أنابيب فالوب ووجود أمراض حوضية خطيرة مرافقة يدفعنا للاستعانة بالتقنيات الحديثة المستخدمة في تعزيز وتدبير حالات عدم الإنجاب .

د- المشاكل غير المتوقعة : مثال الاضطرابات في مخاط عنق الرحم يدفعنا لاستخدام الصادات الحيوية في علاج العوامل الجرثومية النوعية المسببة لهذه المشكلة , وإن استخدام الاستروجين بجرعات صغيرة يساعدنا في تحسين نوعية المخاط العنقي عندما لايكون هناك سبب إنتاني مرافق , ومهما يكن فإن استخدام التقنيات الحديثة لإدخال النطاف لداخل الرحم تعتبر أحسن اختيار علاجي للعوامل العنقية.

الاعتبارات العلاجية : إن القيام بكل الاجراءات الطبية كدراسة الحالات المرضية ووسائل التشخيص والعلاج تدفعنا لعدم إهمال الجانب النفسي والعاطفي المرافق لحالات عدم الإنجاب وإن الطبيب المتابع للحالات العلاجية عليه مهمة مناقشة هذه الحالات الانفعالية العاطفية كالغضب والشعور بالذنب والإحساس بالتقصير الذاتي والاكتئاب التي قد تكون مصاحبة لحالات عدم الإنجاب عند الزوجين , وإن الأفعال الموضحة أدناه قد تفيد في علاج هذه الحالات النفسية الانفعالية المرافقة :

أ- مساعدة الزوجين في تفهم دورهما كأب وأم في الحياة الزوجية وذلك يتضمن : - الرغبة بالأبوة والأمومة - تجربة ماهية الحمل ومشاكله - >مواجهة التوقعات من وجود عوائق ممكنة خلال العملية الإنجابية - ضرورة الاهتمام بعملية الإنجاب المثلى لاستمرار النوع البشري وإنجاب أطفال أصحاء .

ب- مساعدة الزوجين في تفهم كيفية تطور الجنين خلال مراحل الحمل ومناقشة المواضيع الجنسية المبهمة والإجابة عن التساؤلات والاستفسارات فيما يتعلق بالعملية الجنسية , ويجب مساعدتهم في تخطي العوائق والمشاكل المرافقة لتأخر الإنجاب , وإن التخطيط للاجتماعات الدورية مع الزوجين ومتابعة التطور التشخيصي لحالتيهما يعزز من إدراكهما للأسباب والمعوقات التي واجهتهما خلال فترة تأخر الإنجاب .

ج- مساعدة الزوجين في تسجيلهما ضمن مجموعات الدعم النفسي الاجتماعي السلوكي ويتضمن ذلك مجموعات المساعدة الذاتية مثل مؤسسة سولف الأمريكية .

الإنذار المرضي :لايوجد تقييم رقمي دقيق يحدد نسبة نجاح التدابير العلاجية لحالات تأخر الإنجاب وذلك لاحتمال كون تأخر الإنجاب عائداً لأسباب عديدة ومعقدة , ومهما يكن فإن اللجوء للتدابير العلاجية النوعية تحت إشراف اختصاصيين بارعين في علاج مثل هذه الحالات يؤدي إلى نتائج مرضية ويرفع نسبة الإنجاب المدروس بدقة , وإن تأخر الإنجاب لأسباب مجهولة يشكل عائقاً وتحدياً كبيراً للفريق الطبي القائم بالعمليات التشخيصية والعلاجية للزوجين وذلك لعدم وجود سبب معروف أدى لتأخر الإنجاب .