بدايه ونهايه

نهاية وبداية
أختي في الله

ها قد اقترب العام الهجري المبارك من الانتهاء وبفضل الله ومَنِّه على المسلمين أن ينتهي العام الهجري بشهرٍ حرام وتؤدى فيه فريضة من فرائض الله وهي فريضة الحج فهنيئاً لمن حج بيت الله الحرام وكتب الله الحج العام القادم لمن لم يحج هذا العام ومن فضل الله إقبال عام جديد مبارك ويبدأ أيضاً بشهر الله المحرم
فلنقف أخيتي مع أنفسنا لحظات نحاسبها قبل أن يحاسبنا الله تعالى نستعرض ما مضي فنحمد الله تعالى على ما وفقنا إليه من عمل صالح ونستغفره ونتوب إليه مما ارتكبنا من معاصي وزلات .
لتكن بدايتنا أن أذكر نفسي وإياك بالحديث الشريف :
عن عبد الله بن السائب قال : سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ما بين الركنين: (ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار) . [ رواه أبو داود وحسنه الألباني ]

فعند نهاية كل شوط من أشواط الطواف بالكعبة يسن للعبد أن يقول هذه الدعوة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ،
ومن هنا أسألك بالله قبيل نهاية عام هجري مبارك ،
ما حسناتكِ التي قدمتيها في هذا العام ؟وماذا ادخرتِ لآخرتك ؟؟؟
فهيا بنا نتفق على معانٍ عند ختام عام وبداية آخر :
أولًا : " إنما الأعمال بالخواتيم " وإن الخيل إذا قاربت نهاية السباق جدت وأخرجت أحسن ما عندها ، فلنحسن فيما بقي عسى أن يغفرالله لنا ما قد مضى .
ثانيًا : فلنأخذ عبرة من قوله تعالى : " ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون " وهي
ألا تنظر للوراء إلا لنتوب التوبة الصادقة لله تعالى ، ونمتثل لقوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ "
ففكري من الآن كيف ستختمين هذا العام وكيف نستثمر الأيام القلائل المتبقية منه في فعل الخيرات لأخذ الأجر من الله ومحو السيئات فإن الحسنات يذهبن السيئات .
ثالثًا : لنبدأ صفحة جديدة مع الله تعالى بدايتها التوبة الصادقة والندم والعزم على ألا نعود للآثام
ومن منطلق الوقوف على أسباب التعثر ، والعزيمة على التغيير فيما سيأتي .
وتذكري قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
رابعًا : تدبر من أين تؤتى الخيرات ؟؟
ابدئي بالتقرب إلى الله بما افترض عليكِ ثم بالنوافل لنصل بذلك لحب الله ما أعظمها نعمة
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - إن الله تعالى قال : من عادي لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمع به و بصره الذي يبصر به ، و يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها و لئن سألني لأعطينه ، و لئن استعاذني لأعيذنه -
رواه البخاري .
*ومن فوائد الحديث : أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه و بصره و يده و رجله مؤيدا من الله عز وجل .
*ومن فوائد هذا الحديث : أنه كلما ازداد الإنسان تقربا إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه واعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله تعالى في الحديث - و لئن سألني لأعطينه و لئن استعاذني لأعيذنه –
فالفرائض كلنا نعلمها بفضل الله وكذا النوافل والأذكار كالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار
خامسًا : اقرئي معي الآيات الكريمة
قال تعالى { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }
أي أنواع النفس تريدين ؟؟
أعلم إجابتك فأنا أريد أيضاً أن أكون من المفلحين وأعوذ بالله أن نكون من الخائبين
فلنجاهد ليكتبنا الله من المفلحين فلنتقِ الله ولنطهر أنفسنا
فهيا بنا نحقق معادلة النجاح والتغيير
الخطوة الأولى : قال تعالى : " فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم "
فيجب أن يكون لديكِ : رغبة صادقة + همة صادقة + عزيمة صادقة .
فمن يصدق الله يصدقه الله تعالى
الخطوة الثانية : استعيني بالله ، وتوكلي على الحي الذى لا يموت . قال تعالى : " فإذا عزمت فتوكل على الله "

فهيا بنا نبدأ من جديد ،لا تقولي : عزمت قبل ذلك، وسأتعثر لا محالة ،
قاومي هذا بحسن الظن بالله ، فاصدق الله يصدقك


اللهم يا هادي المضلين ويا راحم المذنبين، ومقيل العثرات ،
نسألك أن تلحقنا بعبادك الصالحين الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين يا رب العالمين.
اللهم يا عالم الخفيات، ويا رفيع الدرجات، يا غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا أنت إليك المصير.
نسألك أن تذيقنا برد عفوك، وحلاوة رحمتك، يا أرحم الراحمين